أُكتُبْ


أُكتبْ

"قال لك الجليل "إقرأ
فقرأتَ 
وإن كنت أميا 
وكانت المعجزة

قرأتَ وتعلمتَ
وعلِمتَ الأسماء والأشياء
فأنشأتَ وابتكرتَ
وتحققت المعجزة

ثم قال لك الخليل "أطع" واخشع 
فأطعت وخشعت
حتى أسلمتَ عنقك للموسى طواعية 
إنما في طاعتك إرادة
وفي إرادتك مقْدُرة

ثم جاء خليفة ثم ملك ثم رئيس
ثم حاكم ثم ضابط ثم مأمور
"وقالوا لك "أسكت  
وقالوا لك أصمت 
وافعلْ ما تومَر

فسكتتَ وصمتتَ واتُمِرتَ 
طويلا طويلا
حتى كِدت أن تُكبِّل إرادتك
بعد أن أَغللت لسانَك
فكانت الفاجعة

وطالت الفاجعة 
وكادت أن تصبح سُباتا 
ثم موتا بطيئا
"ْلو لم يناديك منادي بأن "أُكتب

ُوها أنت تكتب 
سطرا بعد سطر
تارة بالأسلوب الأنيق
وتارة بالفكر العتيق
تارة بالنقر الخفيف 
وتارة بالخدش العنيف

إلى أن تنضج الفكرة 
إلى أن تكتمل الصورة
وتكتب بنفسك
عن نفسك
ماتريد أن يُقرأ ويُحكى 
من رائق أو مخيف
16/09/2015