يالغتي




يالغتي !


طاوعيني يالغتي
بالله عليك
كي أحكي لهم عن همومي
وأحكي لهم عن محنتي. 

بالله عليك يالغتي
أسعفيني
وأفرجي عن كلماتي
أريد أن أعبر عن إحساسي 
لبؤس أناسي وما بهم من مآسي
وأروي لهم عما يراود عقلي ونفسي  
وعن آمالي وتطلعاتي.  


يامن أوقفتِ الشاعر قائلة 
بباقات من كلامك الجياش  :
"أنا البحر في أحشائه الذر كامل...
الخ، يالغتي.

فأنا لا أطمع منك ذرا 
ولا لؤلؤا ولا مرجانا 
يالغتي
قد أُزينُ بها فساتين سيداتي
أو أُرصِّع بها صدور ساداتي 

فلا سيداتٌ لي ولا ساداةٌ أعبُدُ
وما لي إلا زادٌ طريقٍ 
وأفُقُ باقترابه يبعد 

فلا تخافي 
يالغتي
لن أغدِر بك إن لبيتِ طلبي
فانا لا أبغي النفخَ في نرجسيتي.

أنا لا أريد أن أكون حكواتيا
بالمنثور يحكي أو بالقافية
يٌنومُ التعبانَ ويٌلهي المستفيق 

ولا أريد أن آكون ضابط صف 
يحرض ابناء المساكين
ليصبحوا حطاما عِظامية 
تحت سلاسل المدرعات 
أو تحت أنياب القنابل الفسفورية

ولا أريد أن أكون داعية
يُركِّع حشودا مكبَّشة
أمام أصنامٍ أكثر جاهلية 

ولا أريد أن أكون بوقا 
قوي النبرة بَعيدَ المدى
ينادي لشتى المظالم 
بلهحات احتفالية.

فنراهم يالغتي
أفواها مزمجرة 
وأنيابا مكشرة
تفترس لحمك
وتمتص دمك
وتنفث بقايا عظامك
حطاما مبعثرة
تحت أقدامِ غاشيةٍ
متأهبة للفاشية.

فما ثرثرَ الحاكي ليلا
يالغتي
إلا لتنويم العقول المتسائلة

وما دعا الداعي يوما
يالغتي
إلا لهلاك البقية الباقية 

وما مشت الجيوش خلف أُمراء حربٍ
يا لغتي، يالغتي
إلا لدمار العمرانية.

فيالغتي العزيزة 
كفانا حُكاة وكفانا دُعاة
وكفانا سادة بلهاء طواغية
وكفانا أمراء حرب 
وكفانا أصحاب قلم متوسلين 
وكفانا أرباب سلطة متسلطين 
خانعين متسولين لفلوس بالجملة
ولمناصب عليا أكثر رفاهية.

فبأسمائهم ونعوتهم
معاجمك ورفوف مكتباتك 
يالغتي
متثاقلة ثاملة متهاوية. 



03/09/2016