بإسمه



بِإسمه


في أحد بلدان المشرق البعيد
همس في أذني أحدهم قائلا :
ليتك تسعد بسعادتنا
فبفضل الزعيم
نأكل قشرة خبز
ونشرب كأس قهوة
في كل ظهيرة.

نشرب فنجان شاي
ونأكل صحن أرز
في كل عشية.

وبكرم الزعيم 
نستنشق الهواء 
ونتنفس الصعداء
كل يوم وليلة
وبعلمه وبعزمه، سنحصل حتى نحن
على قنبلتنا الذرية.

فبضل زعيمنا نحيا
ومن أجل زعيمنا نموت
فحمدا لك يازعيم
نحن منك وإليك.


وفي بلاد الروم 
تمايل آخرون متبخترين
وكانهم قياصرة من بين القياصرة
رفعوا أصابعهم نحوي وقالوا :
ياقاصرا !
باسم الحرية الكاملة
التي نمتلك  سرها
ننصحك الإنصياع لعلمنا
وننصحك أن تتسلى وتضحك 
بضحكنا وهزئنا بك ومنك

وهكذا ستكون، كما نريدك
حرا طليقا 
باسم وبفضل الحرية الكاملة
التي انضجناها في مختبراتنا العلمية
وبعناها في متاجرنا العالمية
وروجنا لها بمنابرنا الإعلامية

أنسيت بعد، أيها القاصر الأزلي
بأننا جئناك في الأمس القريب
جئنا الى عقر دارك
نعلمك كيف تقرأ
وكيف تتصرف وتتلكم.
لكن يبدو أنك دائما قاصر
لم تتعلم حتى كيف تضحك.


وبين المشرق والمغرب 
انتصب آخرون  في بلاد شاسعة وقالوا :
باسم المعتقد الأبدي
عليك أن تمتثل بأمرنا
وان تفهم بفهمنا
وأن تنظر بعيننا
وأن تتخيل بوهمنا

وإلا، وإلا
فعنقك ملك يدينا
ووريدك في مسقط سيفنا
فبإرادتنا وبها وحدها 
كَمَا تصلَّبت من حلمنا
تحيا أنت أو تموت منا وبـِنا.

04/09/2016