ترجمة في طور الإعداد



فكرة هذا الكتاب كانت ثمرة عمل مشترك. مجموعة من الزملاء كنا نلتقي من وقت لوقت حول عرض يقوم به أحد الزملاء بخصوص كتاب يقع عليه اختياره. أما أنا فقد اخترت سيمينارات جاك لاكان كما أعدها ونشرها جاك الان ميللير. لكن خلال انجاز هذاالعمل، تم تطويعه في نقطتين :

اولا، كان لابد من إعطاء عرض متسلسل للسيمينارات العشر الأولى، وذلك أننا قد لانفهم شيئا للسيمينار السابع المتعلق بأخلاقيات التحليل النفسي، إن لم تحصل لنا فكرة عن سابقه والذي خصصه لاكان للرغية وتأويلها. نفس الشيء بخصوص السيمينار الثامن المتعلق بالتحويل. فلن يتضح مغزاه إلا بربطه بالسيمينارين التابعين. 

إضافة الى ذلك، لقد شجع عرضي للسيمينارات العشر الأولى أعضاء مجموعتنا الآخرين لمتابعة هذا المشروع والقيام بعروض لباقي السيمينارات. وهو ما أدى الى إعداد مشترك لجزء ثاني لهذا المؤلف.


مصطفى صفوان

في طور الإعداد: ترجمة كتاب



... إن هذا الشخص مسلم الأصل ـ وهذه مٓعْلمة من حياته لا يمكن تجاهلها وإن كان دوما من غير الصائب عرض حالات خاصة أثناء التدريـس ـ إلا أن أحد العناصر الأشد إثارة للإنتباه في سيرورة تطوره النفسي يكمن في ابتعاده عن التشريع القرآني بل ونفوره منه. في حين أن هذا التشريع يمتلك من الشمولية ما نعجز عن توقعه في إطار مجالنا الثقافي الذي تم تحديده بقولة : “أرجع لسيزار ماهو لسيزار ولله ماهو له”. أما في الوسط الإسلامي فبالعكس من ذلك، فإن للشرع من الشمولية ما يجعل فصل المستوى القانوني عن المستوى الديني مستحيلا كلية. يمكن القول إذن أن لدى هذا الفرد المنتمي لهذا الوسط الثقافي بأنسابه وبوظائفه وبمستقبله، تجاهلا بالشريعة القرآنية. وهذا شيء أثار انتباهي انطلاقا من الفكرة الصائبة، حسب اعتقادي، والتي مفادها أنه من غير الممكن تجاهل الأنتماءات الرمزية لأي فرد كان.

وهذا ما يؤدى بنا صوبا الى صلب الموضوع، ذلك أن الشريعة الإسلامية تنص فعلا بقطع يد كل من أُثبتت تهمته بالسرقة. فهذا الفرد وجد نفسه إبان طفولته وسط دوامة عارمة إذ أتى الى مسامعه ـ ويالها من كارثة بحيث أن أباه الموظف فقد منصبه ومكانته ـ بأن أباه سارق محتال مما يلزم قطع يده.

طبعا، إن هذا القانون لم يتم تنفيذه منذ زمن بعيد، مثله في ذلك مثل قوانين مانو القائلة بأن من اقترف غثيان المحارم مع أمه يَبتر بنفسه أعضاءه التناسلية ويتجه نحو الغرب حاملا إياها في يده. إلا أن هذا القانون لا يزال مسجلا في النظام الرمزي الذي يؤسس العلاقات الإنسانية والمسمى شرعا. فما سمعه هذا الفرد لم يبق لديه منعزلا بصفة متميزة عن باقي مضمون الشرع فحسب بل إنه استرسل في أعراضه المرضية. إن باقي المرجعيات الرمزية لمريضي هذا، مع كل تلك الخبايا البدائية التي تنتظم حولها علاقاته الأساسية بعالمه الرمزي، قد تمت زعزعتها بل وإسقاطها نظرا للبروز المتميز الذى حظي به لديه هذا القانون. فهذا الأخير يحتل عنده مكانة المركز لنماذج تعبيرية شتى، سواء كانت عرضية لاواعية، غير متقبلة منه ومتنافرة. فهي نماذج كلها مرتبطة بهذه التجربة الأساسية التي حصلت أثناء طفولته....

جاك لاكان




في طور الإعداد : ترجمة رواية





١


عندما يُطرح علي هذا السؤال مباشرة وبما أنه من غير الممكن أن أكذب لأن الكذب خيانة لما هو أهم لدي وعندي، فإنني لا أتاونى عن الاجابة للفور: نعم، لقد خضعتُ لتحليل نفسي.

  • واستوجبَ ذلك منكِ وقتا طويلا؟
  • أزيد من عشر سنوات... ويحصل أيضا أن أعيد الكرَّة.


أثناءها يبدو لي أن نظر مخاطبي قد أصابته بلبلة.

وإذا ما وضعتُ قدمي على أرض صلبة كي أبين لمخاطبي بأنني أنا المجنونة أما هو فقد بقي محتفظا بما هو أساسي بالنسبة إليه ألا وهو ماله، فإنه لا يتنازل عن إضافة ما يلي:

  • وقد كلفكِ ذلك ثمنا باهضا؟
  • فأجيبه: إنه أفضل استثمار مالي قمتُ به حتي الآن

أجيبه هكذا لأنها الحقيقة أولا وثانيا كي أريح بال مخاطبي وكي أتمكن من تبرير موقفي


وهكذا أجدني بالفعل في موقف المتهَم.

كيف بك، وأنت السيدة الذكية، وقد برهنت على تعقلك، وأنت المثقفة المحاطة بأخيار الناس، كيف بك تلجئين الى ممارسات كهاته، ممارسات لا تليق إلا بأناس غير أكفاء للاعتماد على ذواتهم، أناس مهزوزي العقول وضعاف الشخصية؟
 
هكذا بدأت شابسال روايتها المؤلفة من ٥٤ فصلا. يسعدني أن أواصل ترجمة هذه الرواية بعد توقف طويل. تجدون في هذه الصفحات ترجمة للفصول العشرة الاولى (انظر يمين الصفحة) وسوف ابلغكم بالفصول اللاحقة ريث ترجمتها بالتتابع.


صدر في ٢٠٢١ من دار نينوى





يضم هذا الكتاب بين دفتيه، مجموعة من الحوارات في التحليل النفسي، أجراها صحفيون أو محللون نفسانيون مع بعض من أقطاب التحليل النفسي وأخص بالذكر منهم هنا ثلاثة أسماء تفردت في هذا المجال: سيغموند فرويد، مبدعه ومؤسسه، ثم جاك لاكان، الذي قام بتركيز مبادئه وبسط أبعاده وتعميق مفاهيمه ومناهجه وفي الأخير مصطفى صفوان الذي عمل على ضبط وتحديد كثير من جوانبه وتدقيق بعض خباياه وتوضيح عديد من أسئلته التي ما تزال عالقة أو ملتبسة.

من حيث الشكل، أردت لهذا الكتاب ألا يتضمن إلا نصوصا نُقلت عن مقابلات شفاهية ودردشات تم نقلها وتثبيتها كتابيا مما يحفظ لهذه النصوص المعروضة هنا طابعها الشفاهي والتبادلي. وهو ما سيسهل على القارئ الغوص والتعمق في مفاهيم ومسائل قد تبقى مستعصية لو عرضت كتابيا أصلا وبالخصوص في مجال كهذا الذي يبقى لحد الآن مستعصيا في بعض جوانبه بأوساطنا العربية، الثقافية منها أو المراسية.


عبد الهادي الفقير