ترجمة صدرت في 2017 عن دار التنوير/بيروت، القاهرة، تونس



جاك لاكان  الذهانات  : الكتاب  الثالث من السيمينار 1955-1956

ما من شك بأن جاك لاكان يعتبر من أشهر المحللين النفسانيين بعد فرويد. وأنه، بعد فرويد، أكثر المحلّلين عطاءً في مجال التحليل وأفيدهم. لقد ترك خلفه عطاءً قيّمًا همّه الأساسي استرجاع التحليل النفسي لمضمونه الحق ومساره الأصوب كما سنَّهما فرويد وحادَ عنهما الخلَف بالتجويف والتحريف.
كان لاكان في بداية حياته المهنية طبيبًا نفسيًا. ولقد اهتم آنذاك كثيرًا بالمرضى الذهانيين كما تدل على ذلك كتاباته الأولى. إلا أن إندراجه في التحليل النفسي في أواخر الأربعينات من القرن الماضي، فتح أمامه بابًا واسعًا بشأن مسألة الذهانات التي خصص لها، انطلاقًا من هذا المنظور، مضمون سيميناره على مدى سنة بكاملها تمتد من نوفمبر/تشرين الثاني 1955 إلى يوليو/تموز 1956.

من بين أهداف لاكان في هذا الكتاب هو تبيان المآزق والمزالق التي تكتنف اقتراب الطب-النفسي للذهان وكذلك التنبيه إلى الفهم الخاطئ بصدد التحليل النفسي والذي يصبوإلى جعل هذا الأخير مجرد وسيلة وأداة يمكن إضافتها للطب النفسي حتى يتقدم في فهمه المزعوم للجنون. لذا نجد لاكان في هذا الكتاب لا يفتأ ينبّه إلى سلبيات الفهم القبْلي والمتسرّع، بل ومخاطره في هذا المجال. فهذا الفهم المسبق الذي يزعمه متخصصو الأمراض العقلية بخصوص الذهان ما هو، في الحقيقة، إلا مجرّد سراب في سراب كما يقول. فلا الطب النفسي بأكمله ولا حتى التحليل النفسي بعد تطويعه لخدمة القيم المجتمعية على حساب تحرّر الذات، سيفلحان في تقصّي الظواهر الذهانية إذا ما بقيا على تعنّتهما في القبوع بمقام الفاهم والعارف المتعالي أمام هذه الظواهر.

عبد الهادي الفقير

يمكن قراءة فهرس ومقدمة الكتاب
أنظر ركن : ترجمة كتب ومقالات