ترجمة صدرت في ٢٠٢١ من دار نينوى/دمشق


 

بدأتُ الكتابة متأخرا إلى حد ما في حياتي، حوالي الأربعين من عمري، وفي لغة لسيت لغة طفولتي، لكنها الوحيدة التي أحس أنني فيها أحيى. إنني لا أعتبر عملي الروائي من زاوية علاجية، لا أبدا. لكنني قد أكون معتوها إذا ما لم أعترف بأن تحليلي النفسي الشخصي هو ما فتح لي باب الكتابة. ثم إن التحليل لا يفتأ يسترسل نوعا ما في مؤلفاتي. إن التحليل النفسي والآداب، كلا الإثنين، يُتاجران بشؤون أرواحنا (وللمرة الأولى، لا يتضمن مني هذا التعبير أي مزايدة سلبية). إذ في نظري، ليس هناك أفضل منهما في سبر أغوار وطبقات إنسانيتنا وجعلها تعبر عن ذاتها، سواء كان ذلك على أريكة التحليل أو بين دفتي كتاب. إن إعادة قراءة فرويد في لحظة فارقة من حياتي أبانت لي إلي أي حد يتجاور هاذان الصنفان من المعرفة. كلاهما يمدنا بمفاتيح من أجل الولوج لشكل من أشكال تحقيق الذات. إنه تحقيق الذات الذي يَعد به التحليل النفسي من يود تحليل نفسه، وهو ذاته ما تسمح به المرآة المعروضة على القارئ من جانب الكتابة الأدبية.

جان ماتيرن